لاشيء بمقدوره أن يصالحك مع العالم الذي يحيط بك، في مدن تكتظ بالناس، وتعج بمساحات الغربة والتوحش، غير لوحة مرسومة بعناء مذهل، وصدق يتدفق رقراقاً ليصب في صحراء قلبك..
وحده هاشم علي ذلك العابد المتبتل في صومعته، يرثي أحزانه النبيلة، وينكفئ عند آخر ضربة (...)
أعرف يا«وليد» أن عزائي جاء متأخراً، لكنني لم أهادن الموت حتى هذه اللحظة، ولم أتقبل نعيك كما فعل الناس ولم ينتابني احساس رحيلك على غير موعد، رغم رؤيتي لك نائماً في ضريحك، مطمئناً ودياً كالعصافير التي كنت تبالغ في عواطفك حيالها،شوتقرر بشكل قاطع أنها (...)
حين تقلد منصب محافظ محافظة تعز في أغسطس الماضي، حرص الأستاذ صادق أبو راس أن يجتمع بممثلي الصحف الأهلية والرسمية بمحافظة تعز، لأنهم حسب تعبيره «قادة الفكر والمعرفة والتنوير ورواد الوعي الاجتماعي».
جاء الرجل مدججاً بالحماس، مدركاً تماماً حجم المسئولية (...)
كلما تريثنا وبحثنا في خلفيات الأمور،نصل عادة إلى نتائج منطقية،وحلول آمنة،واستنتاجات معقولة..
ولا أظنني مجازفاً لو قلت أن الوقوف على حقيقة القضايا،تبعدها كثيراً عن الديمانموجية ومنطق التعصب الفضفاض....
حضرت مؤخراً لقاءً موضوعياً وجلسة مكاشفة مسؤولة (...)
مثل كل الآفات الضارة التي حلت بهذا المجتمع ، تبرز ظاهرة الغش في الامتحانات العامة، ولايدرك أحد مدى المخاطر وحجم التداعيات التي تفرزها هذه الظاهرة العجيبة الا حينما يذهب إلى صنعاء ليجد مئات الطلاب الذين يتكدسون أمام بوابات الكليات الجامعية والعسكرية (...)
الحقيقة أنني تحاشيت الخوض في هذا الأمر، ليس لأن ذلك لايعنيني، وليقيني بأن القلة من الناس باتت بمنأى عن جملة المتاعب اليومية والهموم المعيشة في حياة المواطن، فهذا الجنون السافر والارتفاع المبالغ بأسعار المواد الاستهلاكية أصبح قضية مصيرية تمس كل فئات (...)
يحدث في كثير من الأحيان أنني أكتشف أشياء متأخرة كنت أعتقد أنني صاحب براءة اكتشافها، وإذا بكثير من الناس قد سبقوني إليها، وأنها باتت أمراً عادياً لم يعد يلفت الانتباه، شأنها في ذلك شأن قضية فلسطين المرمية في أقاصي الذاكرة وأزقة نشرات الأخبار.
لا أريد (...)
حتى الموت، لا تريد اسرائيل لنا إلا موتاً مهيناً، وموصوماً بالعار، ورغم ما وصف به الإعلام الصهيوني من حيادية وشفافية، إلا أنه ليس محايداً في التعاطي مع القضايا الأمنية، وليس محايداً إطلاقاً فيما يخص أمن اسرائيل، بل يصبح مجنداً إلى درجة يستحيل معها أن (...)
مثل أي مواطن عربي، أجدني في حالة ذهول مطلق، فالمشهد الفلسطيني يبدو أكثر سوداوية من أي وقتٍ مضى، وما يحدث من اقتتال وعنف دموي بين الفصائل الفلسطينية، عقد لساني تماماً، حيث لا أجد جواباً مقنعاً لسؤال بادرني به شيخ طاعن في السن ويجلس كل صباح أمام باب (...)
هممت بفتح غلاف قطعة شكولاتة، وقبل أن أضعها في فمي ، استوقفني صديقي الذي يجلس في مقعد السيارة المحاذي لي ، انتظر ..لا تأكلها حتى تتأكد من قراءة محتواها على ظهر الغلاف، فربما تجد أحد مشتقات دهون الخنزير فيها، وأردف قائلاً: أنت تعرف، أن لحوم الخنازير (...)
كائن رقيق، وجسم متهالك، يجر أقدامه في الطريق العام، كأنما يتبرأ من قدميه التي لم تحملاه إلى أقصى حدود آماله المتعبات.عزيزة.. التي عرفتها .منذ زمن بعيد يقارب العشرين عاماً، والتي لاأرها الا باسمة مشرقة كعبّاد الشمس، تتأبط ملفات النّاس، الذين تترافع (...)
هو ذاك ياوجعي المسافر، في مساءات «الحراف»..
عمري ذوى، وتساقطت أوراقه، حتى الخريف طويل، لا أدري إلى أين مداه ؟!!
الكل يعبر فوق جرحي، يرشفون رحيق مواجعي، تعباً يموسقني بهاء مواسم الزعتر والحنا حين يفوح في التحرير .. أجمعه .. و أنثر ماتبقى من فتات (...)
جاءتني والحماس يشع وميضاً من عينيها، حاملة شعث أوراقها، وقد هيأت نفسها لكتابة أول تحقيق صحفي لها في محاولة باهرة لاقتحام عالم الصحافة، هذا المجهول المليء بالأحلام البنفسجية والمشبع بأوجاع الواقع.
قالت: إن فكرة قديمة تعشش في خيالها عن كتابة موضوع (...)
هل رأيتم وطناً يتسع لكل شيء، ولا يضيق من شيء، يرحب بالزائرين، والمستثمرين، والمحبين على اختلاف هوياتهم.. ولا يسألهم عن شيء؟!.
في بلادنا، لا نضيق بأحد، ولا يشعر من جاء إلينا بغربة المكان أو وحشة الأرض.
نحن الغرباء إذا ما فتحت اليمن أبوابها للأشقاء (...)
شغلتني عنك الحكومة وليس لي في الأمر ناقة ولا جمل، ومر عيدك صامتاً وقد أشعلت له في القلب مهرجاناً من البهاء وكرنفالاً من الضوء.
كانت يدي على قلبي أنتظر هذا الساحر أن ينفض لأهمس لك عبر سماعة الهاتف وأنت هناك خلف الجبال في بلاد الله البعيدة، وأقول .. (...)
كتبت أحلام مستغانمي في روايتها «ذاكرة الجسد» تقول: «إن الفن وحده بمقدوره أن يجعلك تتصالح مع العالم» وهي في هذه الجملة العابرة، حشدت ألف ميثاق دولي، وأفرغت كل تلك المواثيق من محتواها لتؤكد لنا ان الفن وحده هو أسمى مفاهيم التعايش السلمي بين شعوب (...)
- «الحرب تبدأ في الرؤوس» جوته
هكذا بدأت فكرة الحرب عند الفيلسوف الألماني (جوته) وهكذا دأب البعض في تناولاتهم الصحفية العقيمة، وكتاباتهم عن "المسألة الجنوبية" وما لحق بالجنوب من أضرار عقب حرب 1994م!!.
ويستطرد النائمون في كهوف التاريخ - حديثهم الغث - (...)
شيء من هيبة المسؤولية وشيء من الاحترام ، وشيء من الخوف تشكل في مجموعها «سداً منيعاً» يحول دون قدرتي على قول ما أريد ، حينما أريد ! وزد على ذلك الخوف من تحرك الكرسي الذي أجلس عليه ، وانسحابه إلى حيث ترمقه عين مفتوحة ، وطموح فارغ ، فتصبح بين عشية فكرة (...)