تواصلت لليوم الثاني على التوالي اليوم الثلاثاء في قاعة الفقيد محمد علي لقمان بجامعة عدن فعاليات ندوة إحياء الذكرى المئوية لميلاد المفكر الوطني أحمد محمد النعمان في مناخ علمي إتسم بالحرية الأكاديمية والنقاش المستفيض من قبل نخبة من المفكرين والأساتذة الأكاديميين. ففي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور هشام السقاف ومقرر الجلسة الدكتور اسمهان العلس ناقشت الندوة محور " الفكر التحرري والتنويري والنهضوي للأستاذ أحمد محمد النعمان. واستهلت الجلسة بمناقشة بحث مقدم من دكتور لطفي فؤاد محمد نعمان بعنوان ( مئوية الأستاذ النعمان مسار وأفكار) تناول فيها نشأة النعمان وتعليمه وعودته إلى اليمن ونشوء المعارضة وإنشقاقها وفشل إنقلاب 1948م وإنقلاب 1955م ودستور الإمام ونضال النعمان التعليمي إلى جانب المواقف الأخرى. وأعقب ذلك مناقشة ورقة عمل مقدمة من الدكتورة إسمهان عقلان العلس بعنوان ( قراءة في مذكرات أحمد محمد نعمان) قالت فيها أن شهادات أحمد محمد نعمان أضافت الكثير من المعلومات التأريخية حول القضايا المتعلقة بالتأريخ اليمني الحديث كون هذه المعلومات قد جاءت على لسان معاصر يمني لهذه الأحداث. واضافت العلس انه نشرها في كتاب سيتيح للمؤرخين للتأريخ اليمني فرصة الإستفادة والإستخدام لهذه المعلومات التي ستغير الكثير من المعطيات التي تختزنها بطون الكتب التأريخية حول اليمن. فيما ناقش المشاركون في الندوة بحث علمي بعنوان (قراءة سيوسولوجية في خطاب النعمان التنويري) مقدم من الدكتور سمير الشميري, اكد فيه أن خطاب النعمان التنويري ولد من رحم بيئة إجتماعية تقليدية مستبدة ونقصد للبيئة كل مايحيط بالإنسان من أمور مادية. وأوضح الشميري ان البيئة الإجتماعية يقصد بها المجتمع البشري وعلاقات أفراده وجماعاته بعضهم البعض وتطرق إلى مراحل تطور خطاب النعمان التنويري فكانت رسالته التنويرية ترمي إلى تخليص العقل من الجمود في نظرته إلى الدين وتحكيم العقل والمنطق في مناقشة أمور الحياة. بينما اكد الدكتور أحمد غالب المغلس في ورقة له بعنوان ( من معالم الإصلاح والتغيير في خطاب الأستاذ النعمان) أن الأجمل في كل ما كتبه الأستاذ النعمان وخطه بقلمه أو ضمنه خطبه ورسائله أمور ثلاثة :وعيه بأهمية النص الديني ( القرآن والسنة ) في تحقيق المعادل الموضوعي لأي مشروع نهضوي أو محاولة للتأثير في وعي الإنسان اليمني وتفكيره , وثانياً قدرته على إستلهام وإستحضار الدروس والعبر من التأريخ اليمني وثالثاً نظرته في قدرة الأدب على تنوير الإنسان وتغيره ودفعه للتفاعل مع واقعه ومحيطه ومجتمعه. في حين اكد الدكتور أحمد ساسين السليماني في ورقته بعنوان ( خطاب التنوير عند الأستاذ النعمان الإشارات والإبداعات) ان موقف النعمان من المرأة كان موقفاً إصلاحياً متنوراً . وعلق السليماني في هذا الخصوص على كتاب الشيخ البيحاني ( أستاذ المرأة ) الذي وصفه النعمان بانه كشفاً جديداً لمنهج البيحاني الذي شهد تطوراً كبيراً. من جانبه أكد الدكتور علي عبد الحق الأغبري في بحث له بعنوان ( النعمان مؤمن بوحدة الشعب اليمني) إن النعمان يعد من المؤمنين بوحدة الشعب اليمني في الشمال والجنوب و يبدو ذلك من إختياره لمدينة عدن كمركزإنطلاق للحركة الوطنية اليمنية. بينما اجمع الدكتور محمد سعيد شكري والدكتور حمود محمد أحمد والدكتور نصر سالم هادي في بحثهم على أن النعمان جاء تجديداً عملياً حديثاً في المجتمع والإقتصاد والسياسة ونادى به وطبقه في سلوكه اليومي ولم يكن تجديداً فكرياً يظل رهين الكتب النظرية وهمومهم ومعيشتهم اليومية. من جهتها اشارت الدكتورة نجيبة محمد مطهر في بحثها إلى مبادئ الوحدة والعدل والتعليم والسلام في منهجية الأستاذ أحمد محمد نعمان وهو ربط الأجيال اليمنية بتأرخها المعاصر بهدف تعميق الطالب ووعيه بروح الماضي وحيوية الحاضر وطريق المستقبل الآمن مشددة على إعادة النظر في المناهج الدراسية التي تنكرت للنضال اليمني وتأريخ ووطنية المناضلين. وتواصلاً للمناقشات ناقش المشاركون بإستفاضة البحث العلمي المقدم من اللواء محمد علي الأكوع بعنوان ( النعمان صانع النور في اليمن) الذي كشف فيه أن النعمان كان الصانع الأول لقضية الأحرار منذ يفاعته ولقد أجمع اليمنيون أن النعمان هو الوحيد الأحق بلقب الأستاذ. أما قائد محمد طربوش ردمان فقد اكد في بحثه بعنوان ( في الإستشراق الروسي – قراءة لدراسات المستشرقين الروس المتعلقة بزعيم حركة الأحرار ) مدى إهتمام المستشرقين بالمفكر أحمد محمد نعمان وتتبع مسيرته اليساسية منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي حتى منتصف السبعينات في خمسة أعمال علمية مقدمة إلى مجالس علمية لنيل الألقاب العلمية والبحوث الرصينة. كما ناقش في الندوة بحث الدكتورعبدالحميد أحمد صالح الصمبولي بعنوان ( الأستاذ أحمد محمد نعمان وإنقلاب عام 1955-أحداث – مواقف ) , والذي وقف فيه الصمبولي أمام الأحداث ومواقف رموزها من زاوية شاملة وأجاب على عدد من التساؤلات وما إكتنفها من غموض ومفاجآت على صعيد الأحداث والمواقف بين أقطاب جماعة الأحرار أنفسهم أو بينهم وبين السلطة ووصف النعمان بأنه شخصية محورية في مجمل مراحل الحركة الوطنية اليمنية. فيما اثنى بحث الدكتور أحمد القصير على جهد النعمان المتميز في جمع بعض الوثائق الخاصة بالحركة الوطنية وكل ما يتعلق بوالده محمد أحمد نعمان بوجه خاص حيث أسفر هذا الجهد عن تجميع كتابات محمد أحمد نعمان وتم حفظها من النسيان. كما ناقش المشاركون البحث المقدم من الدكتور خالد عبدالله طوحل بعنوان ( النعمان والزبيري في مواجهة الإمامة والإستعمار البريطاني ) 1944-1968 م حيث أعاد البحث إلى الأذهان أن النعمان والزبيري كانا يريا أن إصلاح نظام الحكم في شمال الوطن لن يكون تحت مظلة الإمام وعندما إكتشف أن هذا لن يتم قاد حركة الأحرار. واكد بحث الدكتور علوي عبدالله طاهر بعنوان ( النضال الوطني للنعمان في عدن) أن النعمان كان مناضلاً في ثلاث جبهات سياسية و ثقافية وتعليمية تناول فيه كتاباته في جريدة الشورى إلى جانب أنه أسس كتيبة الشباب اليمني فضلاً عنه أنه كان مناضلاً في الجبهة السياسية . إلى ذلك واصل معرض الصور الذي أقيم على هامش فعاليات ندوة النعمان استقبال الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بما شاهدوه من صور نادرة تعرض لأول مرة عن المناضل الأستاذ أحمد محمد النعمان ومراحل حياته المختلفة على المستوى الشخصي والوطني وأثناء دراسته في القاهرة وكذا فترة وجوده في عدن وبداية انطلاقة حركة الأحرار اليمنيين من مدينة عدن. وأحتوى المعرض على صور للنعمان مع رموز الثورة السبتمبرية ومع الزعيم العربي جمال عبدالناصر، كما أبرز معرض الصور العلاقة التي ربطت النعمان مع زملائه وأصدقاءه وأفراد أسرته.