مع تواصل فعاليات الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الإرهاب في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات والتي شملت طلاب مدارس الثانوية العامة في المدارس الحكومية والأهلية وكذا مساجد أمانة العاصمة من خلال خطب الجمعة والمحاضرات الدينية.. «26سبتمبر» التقت مهدي الغويدي مدير المركز الوطني للتوعية بمخاطر الإرهاب وأجرت معه الحوار التالي: حوار: عبدالحكيم الجنيد مع استمرار حملة التوعية بمخاطر الإرهاب التي ينفذها المركز.. هل لكم أن تطلعوا القارئ على أهداف هذه الحملة وآلية تنفيذها؟ بداية نتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة «26سبتمبر» هذه الصحيفة الوطنية الرائدة المتخصصة والمهتمة بالمجالات الوطنية.. حملة التوعية بمخاطر الإرهاب التي دشنها المركز الوطني للتوعية بمخاطر الإرهاب بالتعاون مع أمانة العاصمة ووزارات التربية الثقافة والأوقاف، مثلت أهمية قومية ودينية وإيمانية وإنسانية على مستوى الفرد والمجتمع ، واستهدفت كافة طلاب وطالبات المدارس الحكومية والأهلية على حد سواء، بهدف تعريف أبنائنا الطلاب بالمحاذير والمخاطر التي يجب عليهم أن يجتنبوها حتى لا يكون هناك خطر على حياتهم وعلى مستقبلهم، ويكونوا أكثر حذراً حيال أساليب التغرير والاستقطاب المشبوه.. وتعريفهم أيضاً بمخاطر الإرهاب الدموي المعروف بالدم و الأشلاء، ومخاطر الإرهاب السياسي، الإرهاب الفكري، الإرهاب الثقافي ،الإرهاب الاجتماعي، الإرهاب التعليمي، الإرهاب الأسري، الإرهاب المعلوماتي، وكافة أنواع ومخاطر الإرهاب بشتى مسمياته وأنواعه. كما حرصنا على أن تنفذ الحملة وفقاً لعدة اتجاهات، الاتجاه الأول الاستهداف المباشر لأبنائنا الطلاب والطالبات من خلال المحاضرات التي تلقى في طابور الصباح في المدارس الثانوية الحكومية و الأهلية وقاعات الدروس.. أما الاتجاه الأخر فكان عبر خطب الجمعة تستهدف كافة شرائح المجتمع في أمانه العاصمة،إضافة إلى الاتجاه الثالث عن طريق المقابلات التلفزيونية والإذاعية والصحفية، وعبر الندوات الدينية والإيمانية للتعريف بالإسلام ووسطيته، وان شاء الله ستكون أولى تدشين هذه الندوات الأسبوع القادم بأذن الله أن لم يكن هناك مستجدات في جامع الشهداء. فئة الشباب هي المستهدفة حملة التوعية وجهت بدرجة أساسية لطلاب المدارس.. لماذا اخترتم هذه الشريحة المجتمعية دون غيرها؟ طبعاً الحملة تستهدف جميع شرائح المجتمع وكما أشرت الطلاب، وعندما نتحدث عبر وسائل الإعلام تصل الرسالة إلى كافة أفراد المجتمع، لكننا خصصنا الحملة المباشرة لطلاب مدارس الثانوية لأن هذه الفئة هي الفئة المستهدفة قبل غيرها من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية، هذه الشريحة في سن المراهقة الذي غالباً ما يكون الفرد فيه يبحث عمن يشجعه ويشعره بقيمته وبأهميته، وأيضاً يشغل طاقته، وبالتالي فإن هذه الفئة الوحيدة التي تحرص الجماعات الإرهابية على استقطابها دون غيرها من الشرائح المجتمعية، لذا فكانت الحملة تستهدف بدرجة أولى أبنائنا الطلاب الشباب. إيصال الرسالة للمجتمع وماذا عن سير الحملة التي استهدفت مساجد العاصمة ؟ كما اشرنا فإن استهداف الحملة لمساجد أمانة العاصمة مرحلة تكميلية للمرحلة المباشرة التي تستهدف طلاب المدارس لتعريف أولياء الأمور وكافة أفراد المجتمع بخطورة ما يمكن أن يتعرض له شبابنا من استقطابات وتجاذبات من الجماعات المتطرفة الإرهابية، وبالتالي نحن نستهدف المساجد من أجل إيصال الرسالة لنلفت انتباه أرباب الأسر إلى ضرورة التعامل مع أبنائهم بحذر أكبر وبشكل أكثر، ويكونوا على علم بسلوك أبنائهم أين يذهبون ومع من يذهبون، والتنبه للبوادر التي قد تظهر على سلوكيات الأبناء وتصرفاتهم مع أسرهم ومجتمعهم، لذا حرصنا أن تصل الرسالة التوعوية إلى فئات المجتمع. الدور التوعوي والتنويري عملت دول العدوان على تجنيد عناصر إرهابيه تنتمي للقاعدة وداعش... برأيكم ما خطر تسليح تلك الجماعات وتمكينها من السيطرة على بعض المناطق؟ حقيقة خطر تسليح هذه الجماعات لا يخفى على أحد، وخطورتها لن تكون على الفرد فقط، بل ستكون على المجتمع برمته، فعندما يقوم العدوان بتسليح هذه الجماعات في محافظتي البيضاء وعدن أو في غيرها من المحافظات ممن يتم استقطابهم واستغلالهم من قبل هذه الجماعات، فإن الخطورة تكون على الفرد والمجتمع وعلى المساكن والبيوت و المنشآت والمصالح الحكومية والخاصة.. وهنا يأتي دور خطباء المساجد والعلماء والمثقفين في هذه المناطق الذين يجب أن يلعبوا دوراً تنويرياً ثقافياً محورياً، من خلال الحقيقة الفكرية الوسطية المعتدلة لتوعية أبناء المجتمع وان يحتضنوا شباب تلك المناطق بدلاً من أن يتركوهم لمن هب ودب. ومن الأهمية بمكان أن يبرز الدور التنويري للتعريف بمخاطر الإرهاب والتجاذبات السياسية التي تكون نتائجها الدموية كارثية على الفرد والمجتمع.. ونحمد الله أن هذه الظاهرة مختفية تماماً في المحافظات الشمالية لا توجد أي عمليات إرهابية، وخلال الأربع السنوات لم تسجل أية عملية تحمل بصمات جماعات القاعدة، لكن ذلك لا يعني إهمال الدور التوعوي والتنويري ودور خطباء المساجد، وبالإضافة إلى المزيد من اليقظة الأمنية والتنبه لأية تحركات مشبوهة أو استقطابات أو تجمعات تلفت الانتباه، فالتعامل بلا مبالاة في هذا الجانب تكون نتائجها مفاجئة وكارثية ومؤلمة وموجعة على المستوى الداخلي أو الخارجي. الفكر لا يواجه إلا بفكر كيف يمكن مواجهه الأفكار التي صورت وألصقت مسمى الإرهاب بالدين الإسلامي؟ كما أن الإرهاب الدموي المتطرف المسلح لا يواجه إلا بمواجهة مسلحة فإن الإرهاب الفكري لا يمكن القضاء عليه إلا من خلال المواجهة الفكرية فالفكر لا يواجه إلا بفكر و السلاح لا يواجه إلا بسلاح نحن في المركز الوطني للتوعية بمخاطر الإرهاب الذي يعد مركزاً توعوياً ثقافياً تنويرياً لا يعتبر مركز مكافحة ولا يقوم مقام الدولة في يوم من الأيام هو مركز توعية و مركز خطاب مركز سلاحه اللسان و القلم و المنبر سلاحه وسائل الإعلام لا يمكن في يوم من الأيام أن يصل إلى مرحلة المواجهة مع طرف أو آخر لماذا لأن الفئة التي يستهدفها المركز هي ليست الفئة الإرهابية المعنية بالقتل و التدمير و الدماء والأشلاء هو يستهدف كافة فئات المجتمع في الداخل أو الخارج وهو مركز ليست أهدافه لا محلية أو داخله أو وطنية فقط إنما أهدافه هي أهداف عالمية هي أهداف إسلاميه لان الإسلام هو ورسالة للعالم اجمع وبالتالي المركز هو مركز تعريف بالإسلام تعريف بوسطية الإسلام باعتداله بسماحته بالعفو وبصفح نعرف العالم بالإسلام، المركز يقوم بدورة التعريف بمخاطر الإرهاب بمختلف أنواعه كما اشرنا الفكري والسياسي والاجتماعي و الاقتصادي والمعلوماتي والمعرفي والثقافي وشتى أنواعه وبالتالي يجب القضاء عليه من خلال هذه الوسائل عبر المسرح عبر الإعلام عبر الأفلام الوثائقية عبر المقابلات التلفزيونية عبر الخطب و المحاضرات بكافة الوسائل المتنوعة بينما الإرهاب الدموي لا يمكن مواجهته والقضاء عليه إلا بإرهاب اشد منه دموية وبالتالي هذا من مسؤولية الدول والحكومات وليس من مسؤوليات المراكز التوعوية التنويرية. لا مكان للطائفية والمذهبية العدوان يسعى لإيجاد صراع مذهبي ويروج لذلك من خلال عدوانه العسكري و الإعلامي... هل نجح في ذلك؟ العدوان يحاول جاهداً أن يعمل على إثارة الصراعات المذهبية، وأن يلعب على وتر الفكرة الطائفية والخلاف وإثارتها بشكل أو بأخر، لكن حقيقة الحمد لله إلى الآن لن يصل المعتدون إلى هدفهم وبإذن الله لن يصلوا ولا مكان لطائفية والمذهبية في اليمن.. ويجب على من اعتدوا علينا منذ أربع سنوات أن يدركوا بأنهم خاسرين، أن بلدانهم على سبيل المثال المملكة العربية السعودية وشبابها أولى بأن يحافظوا عليهم بدلاً من تركهم للمخدرات والانخراط في الأعمال الإجرامية والإرهابية وشتى أصناف الجريمة التي تمارس على ارض المملكة السعودية، فلا أدري بأي منطق و بأي فكر يفكرون في هذه المسألة بجميع اتجاهاتها، فهم يحاولون جاهدين بكل الوسائل الممكنة إلى أن يلعبوا على وتر الطائفية والمذهبية بهدف شق الصف الداخلي والمجتمع اليمني ولكن ذلك بأذن الله سبحانه وتعالى لم يحدث ولن يحدث. في المرحلة الأولى يتساءل كثيرون لماذا تقتصر أنشطتكم في التوعية بمخاطر الإرهاب على العاصمة صنعاء... ماذا عن التوعية في بقية المحافظات؟ المرحلة الأولى هي ليست في العاصمة صنعاء نحن الآن في المرحلة الأولى التي تستمر حتى نهاية يناير2019 م لمدة ثلاثة أشهر هي تستهدف أمانه العاصمة ومحافظة ذمار و محافظة إب ومحافظة تعز ومحافظة الضالع ومن المحتمل إلغاء محافظة الضالع بسبب الإحداث المستجدة فيها وكذلك بعض المناطق في محافظة البيضاء هذه في المرحلة الأولى التي هي الفصل الدراسي الأول وبعد ذلك في الفصل الدراسي الثاني لنا خطة سنعلن عنها في حينها. بصورة غير معهودة الإرهاب بأفكاره وخطورته يتطلب تكاتف الجهود الرسمية والشعبية... هل يتحقق ذلك من خلال هذه الحملة وما جديد برامجكم في هذا الجانب؟ الجهود الرسمية والشعبية لمسناها بشكل لن أقول جيد وإنما ممتاز، فقد كنا نفكر بأطر معينة وبسقف محدد لهذه الحملة لأننا لم نكن نتوقع التجاوب الذي لمسناه بصورة غير معهودة سواء من مكتب رئاسة الجمهورية ورئاسة الجمهورية ووزارة الأوقاف والإرشاد وزارة التربية مكتب التربية بالأمانة، ومكتب الأوقاف والإرشاد بالأمانة، والإدارة العامة للمنظمات الثقافية والتوعية ومنظمات المجتمع المدني بوزارة الثقافة، والسلطات المحلية والمناطق التعليمية مدراء ومديرات المدارس، وكذلك تجاوب أبنائنا الطلاب واهتمامهم ، على عكس ما كنا نتوقع من رده فعل استفزازية أو مستغربة، لكن حقيقة وجدنا الارتياح والتقبل من قبل الطلاب وشعروا أن هناك من يهتم بهم ويفكر من أجلهم بأشياء ليست ضمن المنهج الدراسي وتمثل بالنسبة لهم أهمية قصوى في الحفاظ على مستقبلهم وحياتهم و حياة أسرهم ووطنهم ومجتمعهم. ستكون النتائج ملموسة هل هناك إحصائيات بالأرقام عن المستهدفين في الحملة أو الحملات السابقة؟ الاستهداف الآن هو لطلاب المدارس الثانوية الحكومية والأهلية والتي تمثل ما يقارب80 الى90 ألف طالب وطالبة في أمانة العاصمة وما يساوى نفس العدد في المحافظات الأربع التي هي ذماروإبوتعز والضالع بمايقارب300 إلى400 ألف طالب و طالبة، إضافة إلى رواد المساجد التي لا تستطيع أن تحصرها لأنها تصل إلى مئات الآلف في كل مسجد من 1000 إلى2000 إلى500 على حسب مساحة المسجد، وبالتالي تستطيع أن تقول أن في أمانة العاصمة تستهدف الحملة ما يقارب أكثر من2 مليون إلى3 مليون مستهدف بالإجمال طلاب المدارس ورواد المساجد، وإذا حسبنا ذلك من منظور أخر فمن خلال تنفيذ الحملة بمختلف الوسائل بما فيها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فقد تمكنا من الوصول إلى70% من سكان المناطق المستهدفة، مثلاً في أمانة العاصمة قد تستهدف الحملة من70%. إلى80% من السكان عبر المساجد والمدارس، أو الصحافة أو الإعلام وما إلى ذلك، وبالتالي المستهدفين في الحملة سيكون عدد خيالي وستكون النتائج ملموسة وستكون هي الناطقة عن الحملة بعد انتهائها فنحن لن نتكلم عن الحملة بعد انتهائها سيكون المستهدفين هم من يتحدثون عن الحملة. نخب دينية وفكرية هل هناك مؤشرات عن الأثر الرجعي للحملة إلى حد الآن على مستوى المجتمع؟ إلى الآن ما يزال الأثر محدود، وأغلب أفراد المجتمع يتساءلون لماذا الحملة بهذا التوقيت ومن المستهدف؟.. وحقيقة أنا أقول إن انطلاق الحملة في هذا التوقيت جاء في وقت حرج، في وقت يمر به البلد بظرف عصيب ونخشى من استخدام أبنائنا الطلاب أو استقطابهم عبر وسائل العدوان وما يسمى برياح السلام، فجاءت هذه الحملة كحمله مضادة للتعريف بخطورة ما تحاول دول العدوان أن تصل إليه. كما أن الخيرين والقائمين والمشاركين في هذه الحملة وهم نخبه من ألمع وأفضل النخب الموجودة على الساحة ممن تم اختيارهم ومشهود لهم بالكفاءة والوسطية والاعتدال وهامات دينية وفكرية وعلمية من مختلف الأطياف الاتجاهات والأحزاب حتى لا تصنف هذه الحملة على طرف أو أنها تنفذ أو تستهدف طرف أخر، أو أن لها أهدافاً أو مصالح حزبية أو مذهبية أو سياسية أو مناطقية.. فالحملة هي حمله وطنية بحتة اسمها الحملة الوطنية ينفذها المركز الوطني وينفذها نخبة من العلماء والمفكرين كما اشرنا من ضمنهم مثلا الشيخ/ صادق أبو شوارب عضو اللجنة الثورية العليا والاستاذ/ فؤاد ناجي نائب وزير الأوقاف و الإرشاد والاستاذ/ عبدالله الراعى مفتي الجامع الكبير والاستاذ/ يوسف الحاضري الناطق الرسمي لوزارة الصحة والاستاذ/ ضيف الله الشامي وزير الإعلام والعميد الركن/ عابد الثور مستشار وزير الدفاع والاستاذ/ عبدالرحمن الموشكي مدير عام الوعظ والإرشاد والاستاذ/ محمد الغليس نائب مدير أوقاف الأمانة والاستاذ/ زياد الرفيق مدير مكتب التربية بالأمانة وغيرهم. كما نشكر منظمة رائدون للتنمية المستدامة ممثلة بالشيخ علي مسعد العجي.. هذه المنظمة الفاعلة على مستوى الوطن فهي الشريك الحقيقي لهذه الحملة.