امريكا الكيان الإمبراطوري الذي يمتد على طول وعرض الكرة الأرضية هي امبراطورية تفرض رؤيتها وهيمنتها على كل اصقاع الأرض فهي في مجلس الأمن تصدر الفيتو كيفما تشاء وهي من تصدر القرارات الدولية التي تستهدف انظمة بعينها أو تعاقب أنظمة اخرى تعتبرها مارقة هذا الوضع الشاذ في العالم برمته دعمته حقيقة بسيطة . القوة العسكرية التي لا تبارى للولايات المتحدة إن واشنطن تلتقط من القانون الدولي كما ينتقي المزارع الثمار الناضجة أمريكا ما تريد أن تأكله وتتجاهل الباقي وهي تفرض التزامات "قانونية" على الدول الاضعف التي لا يسمح لها بأية حقوق قضائية في الاستئناف إن أي معاهدة او سلام يفرض بطريق القسر . عن طريق أفعال التهديد هي معاهدة بلا أثر قانوني (ولا ضمانات)ومعاهدة تفرض بالتهديد والترهيب أو باستخدام القوة هي معاهدة "لاغية" ومع ذلك فإن واشنطن باستمرار تستخدم القوة أو تهدد باستخدامها لتدير علاقاتها مع من تختار وتصنفها بأنها دول "مارقة" أمريكا تقوم بانتقاء القوانين وتكييفها لصالحها ما يجعل المعاهدات أو قرارات الأممالمتحدة الناتجة من ذلك "دون أي أثر قانوني ولاغية" وهذا يعني أن عناصر جوهرية في "القانون الدولي" الراهنة أمنتها الولاياتالمتحدة بالقسر ليست لها مشروعية قانونية , وهي ملاحظة غير مفيدة حين تقام دعاوى الاستئناف القانونية ضد مصلحة أمريكية في مواجهة دولة عظمى ظاهرة , اذ لا توجد قوة لكبح جماح الثور الهائج في ملعب دولي أو لمواجهة "البلطجي" عند ناصية الشارع العالمي . ورغم انها امبراطورية استعمارية وظالمة الانها تدعي دوماً انها ديمقراطية وحريصة على الديمقراطية طالما كانت الامور لصالحها أما حين يتعلق الأمر بأي خرق فإنهالا تتردد طالما ان الامر لا يتعلق بها أو يخدم حلفائها فهي تعتبر القوانين الدولية لعبة في يدها هناك سبل لا تحصى تختار من بينها الولاياتالمتحدة للتلاعب بالقانون الدولي أو لتجاهله فواشنطن تستطيع أن تفصل فعلياً أميناً عاماً للأمم المتحدة (كما فلعت لبطرس بطرس غالي) ومسؤولين كباراً في الأممالمتحدة وأن تجبر الاممالمتحدة على خفض الالتزامات المالية الأمريكية للمنظمة (كما فعلت واشنطن مراراً ) بالانزواء وأن تحدد أي أعمال هو على جدول اعمال الأممالمتحدة كما تعمل بقطاع غزة . وأن تقرر أي أعضاء في الأممالمتحدة سيتولون عضوية مجلس الأمن (على النحو الذي منعت به السودان من العضوية) وان تعترض على المساعدات الغذائية والمساعدات المالية وغيرهما من أنواع العون لدول فقيرة تجرؤ على الاختلاف مع السياسة الامريكية , وكما يمكن لواشنطن أن تدعم إرهابيين حيثما تريد , كما في عدة دول في الشرق الاوسط على وجه الخصوص حتى إلى درجة إدخال قوانين محلية بلا حياء لهذا الغرض . تواصل الولاياتالمتحدة دعاياتها الكثيفة ضد اليمن مستبعدة مطالب اليمنيين ومستبعدة الدور الاسرائيلي وما يمثله من قتل وتدمير شامل لغزة .. لقد تجاوزت الولاياتالمتحدة كلما تعمله من أجل إسرائيل من دعم حربي وسياسي ولوجستي ومخابراتي يضاف لذلك تخوض حرب ضد اليمن بزعم حماية الملاحة الدولية والحقيقة غير ما تقوله تصريحات المسؤولين الامريكان وماكنتهم الاعلامية الصهيونية التي لا ترى سو ما تراه إسرائيل الغاصبة والظالمة وتستمر الدعاية الامريكية وتستمر الحرب ضد غزة ويستمر التلاعب والمغالطة الامريكية لقتل غزة وشعب فلسطين وخلال عشرة اشهر كم قرارات دولية عرقلتها أمريكا وكم "فيتو" اتخذته أمريكا صدر دعماً للصهيونية أو اسكاتاً لصوت الحق المطالب بالعدالة والمساواة وكم مبادرة أحبطتها أمريكا وكم دما تسفك وأمريكا تماطل وتتملص لغرض أرضا اللوبي الصهيوني .. أن الطائرات الامريكية والطائرات الحربية البريطانية تهاجم اليمن وتقذف حممها بالقنابل حينما يناسب ذلك تكتيكاتها الراهنة أو هوى الصهيونية .