قالت الأستاذة بشرى الخليدي مديرة فرع المؤسسة العامة للآثار والمتاحف بتعز بأن واقع الآثار في المحافظة واقع مبشر إذا ما نظرنا إلى حجم الوعي المجتمعي بأهمية ذلك.. وأضافت أن إعلان تعز عاصمة للثقافة اليمنية ساهم إلى حد كبير في دعم مشاريع الآثار في المحافظة.. وبخصوص قضايا الاعتداء على الآثار أكدت بأن هناك قضايا عديدة تنظر فيها المحاكم وينتظر الفصل فيها خلال الأيام القادمة، وتطرقت إلى مواضيع أخرى في سياق الحوار التالي: ماهو واقع الآثار في تعز حالياً؟ واقع الآثار في محافظة تعز نستطيع أن نقول بأنه واقع مبشر بخير وذلك لأن الكثير من المواطنين بدأوا يتفهمون أهمية المواقع الأثرية في مناطقهم وبدأوا يعون دورهم تماماً في مسألة الحفاظ عليها والإبلاغ عند حدوث أي اعتداء عليها. كما بدأت الهيئة العامة للآثار في تعز خلال العامين الأخيرين تخطو خطوات جادة والدليل على ذلك إدراج المواقع الأثرية ضمن مصفوفة العاصمة الثقافية تعز.. إضافة إلى اهتمام قيادة وزارة الثقافة والأستاذ محافظ المحافظة اللذين يوليان العاصمة الثقافية والآثار خصوصاً رعاية خاصة وأهمية كبرى، وحصلت على نصيب الأسد من المشاريع كمشاريع أولية وخدمية وعمليات الترميم والتسوير، وكان هناك لدى الوزارة والمحافظة توجه كبير بأن يكون عام 2014م عام الاهتمام بالجانب الأثري ولكن العراقيل المالية حالت دون ذلك. في ظل إعلان تعز عاصمة للثقافة اليمنية.. ما الذي استفادته الهيئة العامة للآثار من ذلك؟ كنت أقول ومازلت أن إعلان تعز عاصمة للثقافة اليمنية ليست ميزة أُعطيت لتعز بل استحقاقاً لكل أبناء تعز ومثقفيها على اعتبار أن تعز منبعاً لكل الحركات الثورية والثقافية ومنبعاً لنقل الحياة السلمية إلى بقية المحافظات. كما أن إعلان تعز عاصمة للثقافة اليمنية وسام يُضاف لهذه المحافظة ونحن منذ عامين نطالب وننادي بإعلان تعز محمية أثرية لغناها وثراها بالمواقع الأثرية المترامية الأطراف في كل المديريات حيث هناك حوالي (172) موقع أثري في محافظة تعز وباعتقادي أن تعز لازالت بكراً في هذا الجانب. استفدنا من إعلان تعز عاصمة للثقافة أن هذا الأمر أعطانا فسحة مالية لدعم الجانب الأثري في المحافظة وساهمنا بأنشطة كثيرة في هذا الإطار من خلال كوننا مكوناً رئيسياً في ظل عاصمة الثقافة، وكنا عضواً في اللجنة التأسيسية نحن أيضاً عضو في المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية. هناك أخبار متداولة عن اعتداءات ارتكبت ضد الآثار في تعز ما صحة ذلك؟ هناك العديد من البلاغات التي تصلنا بخصوص هذه المسألة من اعتداءات مستمرة على مواقع أثرية متعددة. للأسف الشديد أن من بين الأسباب التي تدعو البعض للاعتداء على الحرم الأثري تحفزهم على ذلك هو إجراءات الهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة ومكتب الأوقاف وذلك من خلال تأجير بعض المواقع، ولكن بعد أن طلبنا من محافظ المحافظة التدخل لإيقاف ذلك تكرم بإصدار تعميم بإيقاف وإلغاء عدد من تلك الممارسات التي تصيب الآثار في مقتل وهذه تُعد بادرةٌ طيبةٌ من الأستاذ المحافظ كونه يعي تماماً أهمية المواقع الأثرية ويسعى دائماً إلى تنشيط المعالم الأثرية والسياحية الداخلية في محافظة تعز. في إطار مكافحة تهريب الآثار.. إلى أين توصلتم في قضايا تهريب آثار المخا؟ للأسف الشديد تفاجأت عندما تناولت بعض الصحف والمواقع القضية على أنها فرقعة إعلامية وانتهت ولم تُتابع معنا مسار القضية حيث مازالت القضية متابعة منا ومتطورة في محكمة الأموال العامة، وهناك جلسات تُعقد بخصوص ذلك والقضية دلالتها وأركانها ثابتة على المتهم ونحن بانتظار قرار المحكمة خلال الجلسات القادمة القاضي بإعادة كل ما تم تهريبه من آثار. كما لا ننكر دور ديوان الهيئة العامة للآثار بصنعاء الذي وافانا بكافة الوثائق والإجراءات التي طلبناها منهم كون هذا الشخص الذي ضبط وبحوزته المهربات الأثرية من الأشخاص الذين يترددون على الهيئة لأخذ التصاريح وقد تم إخطارنا بأن هذا الشخص قد أُدرج أسمه ضمن القائمة السوداء بديوان عام الهيئة. كما لا ننسى الدكتور مجاهد اليتيم - وكيل وزارة الثقافة لقطاع الآثار والمتاحف- لمتابعته للقضية وتواصله الدائم مع النيابة بخصوص ذلك. ما الذي تم ضبطه من الآثار المهربة بالمخا؟ كانت عبارة عن معاشر نحاسية منها ما يعود للعهد الآشوري و أيضاً بعض المنحوتات الأثرية الخشبية. ماذا عن كتاب شمس المعارف الأثري؟ هذه القضية شائكة و مبهمة في نفس الوقت طبعاً المتهمون معترفون بأخذ الكتاب ومعترفين ببيعه والقضية متابعة منا شخصياً وذلك لأهمية الكتاب الأثرية، وهنا يُضاف إلى مخطوطات المخا ونحن نتمنى صدور أحكام رادعة لمن تسول له نفسه المساس بالآثار والاعتداء عليها وتهريبها وبيعها. ما الجوانب التي تتبنونها من أجل التوعية بآثار تعز؟ كنا قد وضعنا مركزاً توعوياً متكاملاً من قبل الهيئة ضمن مشاريع العاصمة الثقافية والتقينا في أكثر من مرة بقسم السياحة وقسم التاريخ بجامعة تعز وبدأنا معهم بإجراء دورات توعوية والنزول الميداني معهم إلى مواقع أثرية من ضمن البرامج التوعوية التي نتبناها. ماذا عن المواقع الأثرية في المديريات؟ بكل تأكيد أن هناك مديريات عدة توجد فيها آثار متعددة كالسدود والحصون والقلاع والكهوف والمقابر وفي هذا الجانب أشكر المواطنين ومدراء المديريات على تفاعلهم معنا وتعاملهم الجدي في إطار الحفاظ على الآثار. هل يمكنك توضيح الأماكن المنضوية تحت إدارتكم؟ وما التي رُممت لتُصبح جاهزة لاستقبال الزوار؟ لا نذهب بعيداً فقلعة القاهرة تُعد من أهم المعالم الأثرية في محافظة تعز حيث نسعى جاهدين مع الجهات الرسمية والمنظمات الشبابية على إبرازها كمكان أثري وتاريخي وسياحي لتحفيز السياحة الداخلية في تعز كون الجانب الأمني حرمنا من تلك الجوانب. وهناك خطوات جادة اتخذناها بخصوص ذلك ونحن لم نركن على دعم حكومي معين ولكن عملنا بضوء ما هو متاح لنا لتنشيط القلعة وهو ما ساعدنا وشجعنا عليه المجلس المحلي للمحافظة. إضافة إلى عدد من المواقع الأثرية بتعز كالمدارس التاريخية كالأشرفية والمظفر والمعتبية ومسجد الحُرازي بحسنات، وذلك بالشراكة مع مكتب الأوقاف والأيام القادمة سنصل إلى اتفاق نهائي بخصوص الاهتمام بمثل هذه المعالم الإسلامية. ماذا عن عملية ترميم المتحف الوطني؟ تلقينا وعوداً من الصندوق الاجتماعي الداعم والمشرف على ترميم المتحف بأنه سيتم تسليمنا خلال الشهر القادم وعلى ضوء ذلك سيتم الترتيب لإعادة افتتاحه مجدداً. كلمة أخيرة تودين قولها؟ أشكر صحيفة الجمهورية لالتفاتها إلى موضوع الآثار ولمثل هذه المواضيع من خلال صحيفتكم أدعو كافة المواطنين إلى زيارة المواقع الأثرية لتفعيل عملية السياحة الداخلية وأدعو القطاع الخاص والمنظمات إلى تبني مشاريع الحفاظ على الآثار وانتشال واقع السياحة الداخلية من خلال إبراز المواقع الأثرية.