أبدأ لم يكن النقد يوماً (شرشحة) وردحاً، وتلميحات جنسية قذرة، ولم يكن أبداً إشارات ممجوجة، وتهكماً، وحطاً من أقدار الناس، وتلاسناً منحطاً، أبداً لم يكن النقد يوماً قلة أدب، هذا ما نقوله بكل وضوح لكل الذين يجتهدون في ضرب مصر مع محيطها العربي والخليجي، خاصة قطر، وبوضوح لو أن بلداً آخر غير قطر هو الذي قدم لمصر (الدعم) في محاولة لإنقاذ اقتصاد أحرقه النهب، والوقفات الاحتجاجية، والفوضى المنظمة لما سمعنا ما سمعناه من ( قيء) وتعد، وتهجم من مزدري الأديان، ورافضي الشرعية، والساعين بهمة لإسقاط الدولة، لكن السبب في نفس يعقوب وهو (على بلاطة) إفشال رئيس مصر بكل علاقاته الخارجية، خاصة مع (الدوحة) بغض لنظر عن أن قطر لم تأخذ دور المتفرج على أوجاع مصر، بل كانت أول من رفد، وساعد، ودعم، لم يشفع لقطر قوفها إلى جانب مصر بل قابل المرجفون عطاءها بحفنة شائعات عجيبة، أولاها أن قطر هي حليف الإخوان، وأن قطر تتقاضى % 4.5 فائدة عن قرضها، وأنها تعطى مصر ليس لسواد عيونها، وإنما لتستحوذ على قناة لسويس، وتشتري الآثار، هذا إلى جانب أن قناة الجزيرة بعرضها اليومي لما يحدث من خراب وفوضى في مصر إنما تدفع في سبيل إخافة المستثمر وتطفيشه من الأسواق المصرية، هذا إلى جانب حفنة من القنوات المأجورة التي أطلقت برامجها للنيل من قطر بدلاً من إنصافها، الغريب أننا لم نسمع ولم نر مثل الهجوم على قطر لمن يستحقون الهجوم، أقصد الدولة الخليجية التي اجتمع فيها الهاربون من المساءلة وعلى رأسهم الكولونيل الهارب أحد شفيق المرشح الخاسر، ودحلان، والكارهون مصر، لم يسنوا أقلامهم ليرونا خوفهم على أم الدنيا، لم نر هبتهم والجماعة يخططون، ويمولون لضرب مصرنا الغالية في مقتل! على أي حال يظل كل ما سمعناه، ورأيناه من تراشق عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤلماً جداً، وما كان يجب أن يكون، وربما يُعذر الناس لأنهم كانوا تحت ردة فعل الأبواق الإعلامية التي ذهبت بعيداً لبث الكراهية بين ناس مصر وقطر وشق قميص الود بما تردده وعلى رأسهم جليس السفيرة الأمريكية في القاهرة الذي يتقاضى 18 مليوناً في العام! لماذا يتقاضى هذا الرقم إن لم يكن موجهاً بأجندة السخرية الموجعة لهز الهيبة، وضرب الشرعية، وتقليب الشارع بما يبثه من مساخر لن يكون آخرها قطعاً ما فعله بالأوبريت الشهير (الوطن الأكبر) بتهكماته، ومسخرته التي أهان بها في تصوري مصر قبل أن يهين قطر، ويبدو أن الدكتور (الأراجوز) لم يمر عليه البيت الخالد.. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا، ولم يسمع (الشحط المسخرة) قول حافظ إبراهيم.. إذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتماً وعويلاً، وربما لم يسمع عن ميثاق الشرف الإعلامي، ومعنى الإعلام النظيف ربما ليتعلم أن ثمة فرقاً مذهلاً بين النقد الراقي المهذب وحركات الرقاصين والبث من السيرك! طبقات فوق الهمس إن كنت أعتب على الذين استجابوا لاستفزاز الأبواق الإعلامية الموجهة لحرق مصر وحرق مشاعر الود بين الشعبين القطري والمصري فإني أعتب أكثر على الأخ الصحفي الذي تهكم على شعب مصر العظيم الذي أعرف ما يكنه من حب لناس قطر ولفضائيتها التي أنصفته، وقبل ذلك لأميرها المحبوب الذي يعرف قدر مصر وشعبها، وهم أصحاب معجزة التحنيط التي حار فيها العالم حتى اليوم، المصريون هم جمال عبدالناصر، ود. زويل، ود. مجدي يعقوب، وطه حسين، ود. ذهني فراج، ود. مصطفى السيد، والمصريون هم الأزهر، والعقاد، ونجيب حفوظ، وباقة باسقة من القامات المبدعة في كل موقع ومجال، اختطفها العالم لتفرخ الإبداع، وتعلم أجيالاً بعد أجيال. تحية لائقة لأميرنا المفدى الشيخ حمد بن خليفة الذي عشنا بضيافته عقوداً وما جرحت مشاعرنا كلمة، وما كان لمصر في الشدة إلا خير المدد والسند. ماذا عساك أن تفعل لو قال وطنك آه؟ ماذا عساك تفعل ووطنك يئن مجروحاً من كثرة المخالب التي تناهشت جسده المتعب المنهك؟ ماذا عساك أن تفعل إلا البكاء والدعاء