قال مترجم مصري إن استيعاب التجربة اليابانية يبدأ بدراسة الادب والثقافة والابداع الذي كان في بداياته يشبه البدايات الأولى لفن القص العربي متمثلا في حكايات (ألف ليلة وليلة). ونوه أحمد فتحي أستاذ الأدب الياباني بكلية الآداب جامعة القاهرة إلى أن كلاسيكيات الأدب الياباني تحتاج إلى جهود جيل من الدارسين لترجمتها إلى اللغة العربية. وترجم فتحي عن اليابانية النسخة المختصرة من (سيرة الأمير جنجي) في حوالي 650 صفحة وصدرت مؤخرا عن دار ميريت بالقاهرة. وقال في مقابلة يوم السبت مع رويترز أن (سيرة الأمير جنجي) تمثل في الادب الياباني ما تمثله (ألف ليلة وليلة) في الأدب العربي مشيرا إلى تأثيرها الكبير في رواد فن الرواية الاوروبيين في القرن التاسع عشر كما أنها اليوم "معروفة للقاريء العام في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وتعد المدخل التقليدي لمعرفة الثقافة والادب الياباني." وأوضح أن (سيرة الامير جنجي) التي يرجح أن موراساكي شيكيبو احدى وصيفات القصر الامبراطوري كتبتها في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي كانت التطور الطبيعي لقصص خيالية يابانية سابقة عليها من بينها (حكاية قاطع الغاب) في القرن التاسع الميلادي حيث "تشبه في خطها الاساسي الفيلم الامريكي اي.تي." الذي أخرجه الامريكي ستيفن سبيلبيرج. وتتناول أحداث (سيرة الامير جنجي) على مدى أكثر من سبعين عاما ثلاثة أجيال داخل القصر الامبراطوري يظهر فيها 430 شخصية تؤدي أدوارا محورية حيث تبلغ أجزاؤها 52 وتمت ترجمة وتلخيص هذه السيرة إلى اليابانية الحديثة في عشرة أجزاء وعنها "ترجمت إلى معظم اللغات الحية باستثناء العربية." وتابع "ربما لا يوازي ذلك العمل الكلاسيكي من حيث الضخامة والقيمة والوزن (الادبي) في العالم وفي حقبة تاريخية متقاربة سوى (ألف ليلة وليلة)." وقال ان ترجمة هذه النسخة المختصرة استغرقت منه أربع سنوات ونوه إلى أن ترجمة السيرة نفسها تحتاج إلى جهود عدد من دارسي الادب الياباني بالجامعات العربية حيث توجد ثلاثة أقسام للغة اليابانية بالجامعات العربية أحدها بجامعة الملك سعود بالرياض واثنان بجامعتي عين شمس والقاهرة. وأضاف أن معظم أدباء اليابان البارزين تأثروا بسيرة الامير جنجي ومن بينهم الروائي الحاصل على جائزة نوبل في الاداب عام 1968 ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) مؤلف (الجميلات النائمات) الرواية الوحيدة التي تمنى الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل عام 1982 أن يكون كاتبها. وشدد أحمد فتحي على ضرورة تشجيع وتنسيق العمل في مجال ترجمة الأدب الشرقية إلى العربية حيث لا يزال الأمر متروكا للمصادفة أو الانتقاء الشخصي بعيدا عن العمل المؤسسي العربي. وقال الناشرون (في مصر) لا يعطون حقوقا توازي جهد الترجمة والناشرون بينما اليابانيون يطلبون مبالغ كبرى (كحقوق للترجمة) للموافقة على ترجمة الكتب إلى العربية." من سعد القرش