دعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية اسرائيل يوم الجمعة لان توقف هجومها على غزة إذا ارادت تحرير الجندي المخطوف وقال إن حكومته بقيادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لن تنهار تحت الضغوط. وقصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية غزة الجمعة مما ادى إلى اشتعال النار في مكاتب وزارة الداخلية في اليوم الثالث من هجوم يهدف إلى الافراج عن جندي خطف خلال هجوم نفذه نشطاء عبر الحدود يوم الاحد الماضي. وادت هذه الازمة إلى زيادة تدهور العلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ووضعت المزيد من الضغوط على حكومة حماس التي ترزح تحت وطأة قطع الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة للمعونات بهدف حمل الحركة على نبذ العنف والتخلي عن ميثاقها الذي يدعو للقضاء على اسرائيل. وقال هنية للمصلين في صلاة الجمعة في اول ظهور علني له منذ خطف الجندي جلعاد شليط إن حماس لن تنهار بالغارات أو باعتقال زعمائها او قتلهم. وتعهد بعدم تقديم تنازلات. وأضاف قائلا "نحن نبذل جهودنا ونعمل مع الرئيس ابو مازن (محمود عباس) والاخوة المصريين من اجل ان تنتهي هذه القضية بالشكل المناسب وبالشكل الملائم." وتابع قائلا "ولكن التصعيد الاسرائيلي يعقد الامور ويجعلنا امام احتمالات صعبة ومعقدة." ودعا إلى وقف الهجمات كي لا يزداد الموقف تعقيدا. وأضاف "يريدون للشعب ان يذل وللحكومة ان تموت لن يكون هناك انتزاع لمواقف سياسية." واختفى وزراء حماس عن الانظار بعد ان هددت اسرائيل باستهدافهم في عمليات اغتيال. وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس من بين الفصائل التي خطفت الجندي لكن الحكومة نفت اي علم لها بالهجوم. وقال الرئيس المصري حسني مبارك في مقابلة مع صحيفة الاهرام إن حماس وافقت "موافقة مشروطة" على الافراج عن شليط دون تحديد لهذه الشروط. وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة ان اسرائيل أجلت شن هجوم واسع النطاق على غزة لتوفير المزيد من الوقت لجهود الوساطة. وأظهر استطلاع للرأي نشر اليوم الجمعة ان معظم الاسرائيليين يؤيدون اعطاء المساعي الدبلوماسية فرصة قبل القيام بعمل عسكري على نطاق واسع. ورفضت اسرائيل مطالبة الفصائل التي تحتجز شليط بالافراج عن سجناء فلسطينيين مقابل معلومات بشأن عن مصير شليط. وقال مشير المصري عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس اليوم إنه لن يتم الافراج عن الجندي الإسرائيلي ابدا إلا إذا أفرجت إسرائيل عن السجناء الفلسطينيين.ولم تحدد الفصائل التي تحتجز شليط إن كان حيا ام ميتا. وقال الوزير الإسرائيلي مئير شتريت لرويترز "كونوا على يقين بأننا لن نتفاوض بخصوص اطلاق سراح جندينا." ووجهت طائرات اسرائيلية ضربات لأكثر من 20 هدفا في غزة في ظلام الليل. ومن بين الأهداف مكتب وزير الداخلية في حكومة حماس سعيد صيام ومبنى تستخدمه كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح التي يتزعمها عباس وهاجمت طرقا ومناطق مفتوحة يستخدمها النشطاء في اطلاق صواريخ على اسرائيل. وقتل مسلح من حركة الجهاد الاسلامي ليصبح أول ناشط يقتل في الهجوم الاسرائيلي فيما وصفه الجيش بانه هجوم على فريق اطلاق صواريخ. وقتل الجنود اثنين من المسلحين في اشتباك اندلع خلال مداهمة لاعتقال مطلوبين في الضفة الغربية. وبعد يوم من اعتقال عشرات من وزراء ومسؤولي حماس في الضفة الغربية الغت اسرائيل تصاريح اقامة في القدس لاربعة مشرعين لهم صلات بحماس . وقالت وزارة الداخلية إن هذه الخطوة لا صلة لها بالهجوم. وتتعرض اسرائيل لضغوط دولية لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين نتيجة لشن هجوم في قطاع غزة المكتظ بالسكان حيث يقيم 1.4 مليون نسمة. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزراء الخارجية الاخرين في مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى امس الخميس انهم يشعرون بالقلق بشأن الاعتقالات في الضفة الغربية وحثوا اسرائيل على اظهار ضبط النفس في غزة حيث ادت الضربات الجوية إلى تدمير الجسور وشبكات المياه والكهرباء. ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اليوم الجمعة اسرائيل الى السماح بدخول امدادات طبية عاجلة الى غزة. وقال نشطون من كتائب شهداء الأقصى إنهم خطفوا جنديا آخر من الضفة الغربية يوم الخميس لكنهم لم يقدموا اي دليل يثبت صحة زعمهم. وقال الجيش الاسرائيلي انه يتحقق من صحة التقرير. وسبق للجماعة أن اعلنت مزاعم زائفة.