قال الشيخ/ صالح علي خميس مدير عام الاوقاف والارشاد بمحافظة صنعاء إن من أهم الخصائص التي اتصفت بها الأمة الإسلامية اضطلاعها بتحقيق التوازن في جميع الأمور والحرص على دوام ذلك وأضاف خميس في حديث خاص ل26سبتمبرنت/ قد وضح القرآن الكريم هذا الأمر جلياً بصفة الوسطية والاعتدال فقال تعالى (وكذلك جعلناكم أمتاً وسطا) ومن جملة تلكم الموازنات الصعبة التي عنيت بها الأمة ضرورة الوحدة الفكرية وحرية الرأي وإن كانا الأمران متناقضان لكن وحدة الفكر أمر ضرورياً وما أجملها وأحلاها إذا حققت مبدأ حرية الرأي والتعبير عنه ومما لاشك أن الوحدة الجامعة لكيان الأمة ضرورة شرعية تفرضها تعاليم الدين الإسلامي فالى الحصيلة : بداية قال مدير عام مكتب الاوقاف بمحافظة صنعاء : ان حق التعبير عن الأراء قد يكون واجباً شرعياً أحياناً خاصة إذا كان فيه منفعة للناس وهناك علاقة جدلية بين الوحدة الفكرية وحرية الرأي ومما يشار إلى هذه الجدلية في القرآن الكريم عندما أمر الله بالوحدة قائلاً: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) تلا ذلك الأمر بإبداء الرأي وعدم كتمانه فقال: (والتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ثم أعقب ذلك تحذيراً من الفرقة والاختلاف فيما لو أختل التوازن بين الأمرين فقال تعالى:(ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)ولقد أصبح الاستبداد وعدم القدرة على تقبل الرأي ولو كان مخالفاً تماشياً مما نتج عنه تشرذم فكري وتشتت عقلي أفضى إلى الاختلاف والتنازع وهذه ظاهرة بدأت في بلادنا وكأنها إشكالية جوهرية تحول دون تحقيق الوحدة الشاملة ولعل ذلك يعود إلى الطبيعة الجدلية والعلاقة بين حرية الرأي والوحدة الفكرية ولقد استخدمت العرب كلمة (حر) للتعبير عن كرم الإنسان وإشراف الناس كما عبرت عن خيار الأشياء وحسن الأفعال والأعمال وجاء القرآن بعد ذلك ليتجاوز على اللفظ إلى تحقيق مضمونه وفرض الوحدة الفكرية في مضمون العبادات ومعاني التفكرات المفضية إلى القرب إليه مهما اختلفت الآراء فكل من تزود بالتفكر في الكون وما خلق الله فيه قربه تفكره إلى الله عزوجل. القوة في الوحدة وأضاف وانا هنا وعبر صحيفتكم الغراء أرفع اسمى التبريكات والتهاني إلى القائد الوحدوي فخامة المشير/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ومؤسس الوحدة وباني نهضة اليمن وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العريق بمناسبة الذكرى الغالية والعزيزة والعيد العظيم التاسع عشر للوحدة اليمنية المباركة سائلاً المولى عزوجل أن يعد هذا العيد على وطننا أعواماً مديد وسنوات عديدة ونحن في خير وأمن وأمان والوحدة فريضة شريعة مأمورين بها في ديننا الإسلامي بقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً) والوحدة هي القوة وما قامت دول إلا على وحدتها وما بنيت الشعوب مجدها وعزها إلا باتحادها ووحدتها. تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت أجسادا مشيرا في حديثه الى ان الله عزوجل قد وضع نتائج عدم الاتحاد قائلاً: (ولاتفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) أي قوتكم إذا بالوحدة تعيش الأمة مجدها في الجوزاء وتزاحم الشمس في العليا جانبها مهيب والراية خفاقة والكلمة مدوية والشرف عالياً ورفيعاً تربط أبنائها روح المحبة والتألف الأخوة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ولم تأتي الوحدة اليمنية في العصر الحديث جزافاً إنما جاءت بفضل الله والسعي الحثيث من قبل الأبطال والرجال الأحرار الذين وطدوا قواعدها وارسوا أسسها ورفعوا شعارها وجمع شمل البلاد وقد كان على رأسهم فخامة القائد الوحدوي/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله الذي تحقق على يديه قوله (ص) (ليتمن الله هذا الأمر معتبرا بانه وإذا كان مفهوم كلمة الحرية أصيلاً في اللغة لكنه يحمل معان إيجابية بشكل عام في التراث فإن كلمة (رأي) التي تدور معانيها في اللغة بين الرؤية البصرية والرؤية المنامية والاعتقاد في الأمر وتحمل شحنة سلبية وعلى كل حال فإن حرية الرأي تتفق أحياناً في أمر من الأمور وقد اتفقت الآراء ان الحرية في الثاني والعشرين من مايو المجيد في العام 1990م وحتى الآن مضى على وحدة الفكر الوحدة الفكرية تسعة عشر عاماً كلها حافلة بالعطاء والتقدم في مسيرة الوطن وتنميته في جميع المجالات واقتصر على هذا ولاف لكلام يطول حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لايخاف إلا الله والذئب على غنمه وقد تحقق هذا الحديث في عهد القائد الحكيم والمشير الزعيم/ علي عبد الله صالح الذي وحد اليمن وأصبح الراكب يسير من صنعاء إلى حضرموت بل وغيرها وهو آمن لايخاف إلا الله عزوجل وهذا بحمد الله وفضله فيجب علينا الحفاظ عليها والدفاع عنها من الأعداء في الداخل والخارج ودامت أعيادنا حافلة بالمسرات ودامت بلادنا واحدة رايتها عالية. واختتم الشيخ علي صالح خميس حديثه عن الوحدة قائلا: ولا ريب من ان الوحدة اليمنية قد بشر بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل اكثر من الفعام وتحققت على يد موحدنا وصانع نهضتنا فخامة الاخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في ال 22من مايو 90م والشرفاء من حوله من رجالات اليمن وعليه فان الدفاع وحماية الوحدة بات يعتبر بمثابة الواجب الديني والوطني معا