في مؤلفه "وحدها أمريكا America Alone " يلوح الكاتب الأمريكي " مارك ستين Mark Steyn " بضرورة أن يصحو العالم المسيحي والغربي بصفه خاصة في أوربا ويتخذ قبل فوات الاوان ، تدابير ممنهجه لتقليص السكان العرب والمسلمين ولو بالإبادة ! ويوجه " ستين Steyn " انظار الحكومات الأوربية الى ما " يزعمه " بأن خطراً داهماً يواجه شعوبها وهو الزيادة المضطردة في السكان المسلمين في أوروبا مقابل الانحسار "المهرول" للسكان المسيحيين ليس فيها فحسب بل وفي العالم اجمع ؛ ويقول بالأرقام .... بأن العالم المتطور Developed World انحدر سكانه ما بين عام 1970 الى عام 2000م من ثلاثين في المئة (30%) من سكان العالم الى عشرين في المئة (20%) وبالمقابل زاد سكان الامم المسلمة من خمسة عشر في المئة (15%) الى عشرين بالمئة (20%) وبعبارة أخرى ، أن الامم المتطورة والامم المسلمة ( المتخلفة ) قد تساووا في عدد السكان في عام 2000م خلال ثلاثين سنه فقط ، بعد أن كان سكان الامم المتطورة " ضعف" سكان الامم المتخلفة ؛ ويتساءل .... كيف ستكون الصورة عام 2020م ؟ ومن هذا التساؤل ينطلق الكاتب في قرع أجراسه لحكام أوروبا رافعاً شعاره المؤلف من كلمتين .... الرفاه والحرب ( Warfare× Welfare ) وفسره هكذا ...... الاسلام لديه الشباب + الإرادة واروبا لديها الشيخوخة + الرفاه ومعادلته هي ان الشيخوخة + الرفاه تعني " الكارثة لك أنت Disaster for you" بينما الشباب + الإرادة تعني " الكارثة لمن يقف في طريقك Disaster for whoever gets in your way " وينتقل بعد ذلك الى سرد عشرات الدلالات بالأرقام والعبارات المثيرة المحرضة على الحرب ومن ضمن ما اقتبسه عبارة على لسان مقاتل اسلامي افغاني وهو يقول ... " الامريكان يحبون البيبسي كولا ونحن نحب الموت "!! ثم يسوق أمثله رقمية للفئات العمرية تحت عمر ... خمسة عشر سنة في عدد من الدول اختارها عشوائيا 14% اسبانيا والمانيا و 18% في بريطانيا و 21% في امريكا و39 % في السعودية ، و 40% في باكستان ولكن اليمن الصغيرة Little Yemen 47% وهي تشبه اليوم كما قال ، بريطانيا الصغرى Little Britain قبل مائتين سنه (( بالمناسبة يركز ستين Steyn " على اليمن في كثير من الأمثلة التي ساقها في كتابه )) ويشير الى إحصائية أخرى بمعدل الخصوبة Fertility في الولادة ويميز امريكا عن سائر الدل الغربية لانها تقف عند نقطة الخصوبة الاستبدالية Replacement Fertility Rate وهي 2.11 ( أي طفلين على الاقل عن كل امرأه) بينما الدول الاوروبية اقل من هذا المعدل 1.2 ( أي طفل لكل امرأه) والمعدل في تناقص مستمر وسوف ينتهي هذا القرن الحادي والعشرين وستبدو أوروبا خالية من السكان وكأنها ضُربت بالقنبلة النيوترونيه لم يبق فيها سوى البنايات الشاهقة قائمة من دون البشر الذين بنوها ! ما هو الحل في نظره ؟ يتوقف عليك عزيزي القارئ أن تهتدي الى الحل الذي يلوح به " ستين Steyn" من خلال الافكار التي ضمنها استشهاداتة واقتبس منها واحده فقط: - ان تحذو اوروبا حذو " الصرب" في البوسنه والهرسك .... فعندما استفاقت اوروبا لتجد ان المسلمين في البوسنا ارتفع عددهم خلال ثلاثة عقود من نسبة 26% الى 44% من سكان البوسنا والهرسك وان عدد الصرب قد تناقص من 43% الى 32% ، اثارت الحرب الاهلية في البوسنا وارتكب الصرب مجازراً وحشية في حق المسلمين لم يسبق ان شهدتها اوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وانتقل طاعون الإبادة بعدئذ من اوروبا الى الشرق الاوسط ليستوطن عدداً من الدول العربية ابرزها العراق وسوريا وليبيا واخيراً اليمن وظهر على الوان كثيرة اخطرها اللون الدموي فاقع الحُمرة "داعش" المتشح بالسواد تعبيراً عن الحقد الاسود الذي تكنه حركة الصهيونية الدولية التي خلقت "داعش" وخلقت الى جانبها جمهرة من انذال الاسلام تحت مسميات اسلامية ماكره . فإذا كان الطاعون الذي ضرب اوروبا في عام 1340 قد حصد ارواح ثُلث سكان اوروبا كقوة قاهرة خارج إرادة سكانها ، فان طاعون الصهيونية العالمية المنتشر اليوم في البلاد العربية يخطط لحصاد اوفر بان يدخل العرب العقد الثالث من هذا القرن وقد فقدوا ثلثي وليس ثلثاً من الامة العربية . لقد سبق لي وتناولت هذا الموضوع باقتضاب شديد في مقالي الموسوم "الشتاء الاحمر" المنشور في صحيفة الشارع الغراء – عدد 1058 بتاريخ 15 مارس 2015م . وأتساءل في الختام ...... لمن يا ترى يقرع الكاتب "ستين Steyn" الاجراس؟!