قرأت في 2004م، تقريباً، نصاً شعرياً يعود إلى زمن ((الغزوات التوسعية للدولة العباسية))، أوردته جريدة ((أخبار الأدب المصرية)) بوصفه وثيقة أدبية نادرة تحتفي وتؤرخ ((للهزيمة))، خلافاً للتوجه السائد في الأدب والشعر العربيَّيْن الحافلَيْن بالنصوص (...)
يتجولُ المحافظ (( شوقي هائل )) في شوارع تعز بلا مرافقين و لا سلاح ، إذاً تعز آمنة للغاية و (( شوقي )) متمدن و حضاري بلا حدود .. لا يجرؤ كاتب هذه السطور على التجوال في شوارع تعز إلا بسلاح شخصي و على نطاق مكاني ضيِّق للغاية و تحت إلحاح الحاجة للبقاء (...)
أفرغ زميلي ؛ الذي يرأس تحرير يومية محلية شهيرة ؛ محتويات حقيبة التبضع البلاستيكية خاصَّته ، على الطاولة أمامي ، و سألني بزهو الواثق من رجعيتي و تواضع خبرتي الاستهلاكية : كم تقدِّر ثمن ربطة العنق هذه ؟! أفرطت في التبخيس من قيمتها متملقاً شبقه السافر (...)
في الكواليس جنين تتخلَّق أعضاؤه على مهلٍ في ظلمات ثلاث: ظلمة حالة المراوحة المزدوجة الثورية والسياسية عند حدود ((اتفاقية السلم والشراكة)) الشبيهة بجدول مواقيت صلاة على جدار ((كباريه)).. ثم ظلمة التسويات الثنائية المعقودة في ساعات متأخرة من ليل وطني (...)
"نفَّذت قوة إيرانية خاصة إنزالاً جوياً على منطقة وادي عبيدة بمأرب، لتحرير دبلوماسي إيراني يختطفه تنظيم القاعدة، منذ أكثر من عام...".. تخيلوا حجم زوابع الدهشة والاستنكار التي يمكن أن يثيرها "الخبر الافتراضي" أعلاه، في حال حصل بالفعل، لدى أكثرية (...)
(( الآن صار بمقدورنا أن نشهد بناء الدولة المدنية الحديثة والمؤسستين العسكرية و الأمنية، على نحو ما حلمنا به وبما يحمي تنوع الحياة السياسية و يحول دون استئثار و هيمنة قوة بعينها عليها ...)) .. هكذا و بفرط التفاؤل و الحماسة و الانتشاء تحدَّثَ (...)
كانت الكتابة الصحفية- منذ البدء- تنفيساً سلبياً لرواسب القهر اليومي الذي ينهش أضلاع الرعايا.. كانت الأقلام الناطقة باسم المقهورين- في أشرف حالاتها- مجارير صرف غير صحي لاحتقانات الحلوق والرئات المتقيحة.. كان سقف الحرية في أعلى مستوى له، لا أكثر من (...)
ما الذي سقط على وجه التحديد في 21 أيلول - سبتمبر الجاري : الدولة أم السلطة ؟! ثمة من يعتقد اليوم بأن الدولة هي من سقطت وعليه فإنه يسهب في كتابة مرثيات مترعة بنواحٍ و ولولة كفيلة باستمطار الدمع من عيون أصلب الرجال لكن من أولئك الذين ليس في رصيد (...)
لا ريب أن (( الفدرلة )) التي تلهج بها ألسنة فريق من النخبة في اليمن ، متوهمة فيها الوصفة السحرية الناجعة لمعضلات البلد و مفتاح طلسم أزماتها ، هي (( فدرلة )) على النقيض كلياً لتلك التي تريدها (( كواليس الوصاية الأمريكية )) لليمن و يعكف (( خبراؤها )) (...)
يوجد فصيل من المثقفين الرومانسيين المحسوبين على (( اليسار )) ، يروق لي أن أسميهم إصطلاحاً (( المثقفين الكارتونيين )) .. إنهم فصيل لأنهم يغايرون سواهم من فصائل النخبة المثقفة في كونهم لا يتخندقون ضمن مربعات طبقية واضحة يمكن الوقوف على أسيجة نفعية (...)
يُدرك خصوم (( أنصار الله )) ربما أكثر بكثير من غالبية حلفائه بأن قوة هذا المكون الإجتماعي الأيديولوجي الثوري الفتي لا تكمن في عتاده العسكري و حرفيته القتالية ولا في صلاته (( المضخَّمة على نحو فانتازي )) بالنظام الإيراني ، مع أهمية كل ذلك في حساب (...)
يزاول (( الإخوان )) وبكل صفاقة و اجتراء إستقطاباً بشعاً يتكئ على حث و تحشيد (( روح سنيَّة )) متوهمة ، في مواجهة (( إنبعاث شيعي معادٍ )) متوهم هو الآخر .. يبدو هذا الإندفاع الحثيث و المثابر و المشفوع بهوس فاضح أمراً ملحاً و مصيرياً بالنسبة اليهم ، (...)
هنا تنصب وسائل الإعلام العالمية عدساتها ومراسليها وتضخ للعالم «الآخر» مايدفع عنه شبح السأم.. تصوروا كم ستكون الكرة الأرضية ماسخة ومملة بدون هذا الشرق الأوسط الصغير والكبير.. بدون الانفجارات والرؤوس والأطراف المبتورة والسيارات المفخخة والانقلابات (...)
على مدار ألف ليلة وليلة ظل شهريار يعتقد أنه الأقوى.كانت شهرزاد قد جرَّدته عملياً من كل سلطة وجبروت ووقار.لكن مفهوم الرجال للقوة لا يتزحزح ولا يلين حتى تحت ضربات أعنف المطارق،بما فيها مطرقة الدهر؛فالقوة – في يقينهم الراسخ – هي انحصار جيني (( فطري )) (...)
لتدركوا مقدار الخَوَر الذي لحق بالإمبريالية الأمريكية، يكفي أن تنظروا إلى وجه "أوباما" الشبيه بوجه مريض مصاب بنزلة معوية حادة يتنقل لاهثاً بين مختلف دكاكين الطبابة والعطارة على أمل الشفاء.. فمن "مجلس الأمن إلى مجلس الشيوخ إلى النواب إلى مجموعة (...)
يحدث بين الحين والآخر أن أنقطع عن الكتابة في الصحف لمُدَدٍ تطول وتَقصر، وحين أعاود الكتابة أُجري عملية تمشيط ذهني سريع وفاحص لمسرح الأحداث من حولي -قبل الشروع في النص- إذ لعل تحوُّلاً نوعياً طرأ في مجرياتها وفاتني بحيث تنبغي المعاودة بالبناء (...)
تعيش معظم قواعد "الإخوان المسلمين"- في كل قُطر ينشط فيه هذا التنظيم الغيبي- وهماً عريقاً اسمه "وراثة الأرض وإقامة يوتوبيا الدولة الإسلامية المتخيَّلة"..
المفارقة أن ما اختطته الجماعة لحظة نشوئها أواخر العقد الثالث من القرن العشرين؛ كتكتيك في مواجهة (...)
من المؤكد أن ضحايا الخطاب الجهادي المنحرف والإرهابيين والمرتزقة الذين يحصلون على كل التسهيلات ليتسربوا إلى التراب السوري من كل أنحاء العالم، ليسوا رسل سلام ولا يحملون معهم الحرية لشعب سوريا ولا نذر التغيير الذي تقر قيادة الدولة السورية قبل معارضيها (...)
ارتدى ((الإصلاحيون)) ثورة الشباب كطاقية إخفاء سحرية واربوا خلفها سحناتهم المجذومة وخاضوا تحتها معاركهم الفئوية الضيقة و مرَّروا أطماعهم المحفوزة بنهم الاستحواذ ، باعتبارها معارك ومطالب عامة الشعب وفي سبيل الشعب وترجمة لروح ثورته الرامية للتغيير (...)
التربة....لِمَن تُقْرع الكؤوس
بهتت كثيراً ملامح عبدالرقيب عبدالوهاب في الصورة التي وضعت تخليداً لذكراه، على واجهة أحد المباني وسط مدينة التربة عند المرسى الأخير لسيارات الأجرة القادمة من تعز..وعلى الضفة المقابلة لها من "شارع إبليس" العام، سطعت صورة (...)
كما بدَّد الفيلسوف الألماني "نيتشه" سنوات عمره الأزهى والأثمن في البحث عن الإنسان الكامل والتبشير به، أجدني باللهفة والشغف ذاتهما، أبحث خلافاً له عن المرأة الكاملة لا عن الرجل الكامل.. فَكَمَالُ الرجل برأيي هو بلوغه مطلق الاستبداد والجبروت (...)
الدقائق أو السنوات المتبقية من عمرك هي فرصة ثمينة لتحاول ألا تكون ساذجاً، فلا تهدرها في إحصاء عدد المرات التي كنت خلالها ساذجاً، حتى لا يَخفق بيرق السذاجة على رفاتك كشاهد قبر..
كبار السُّذَّج هم أولئك الذين يوقنون بالبدايات والنهايات ويُلحُّون في (...)
لا حوافز ملحَّة لدى علي عبدالله صالح وأحمد علي والعوبلي وقيران والبركاني والجندي، تدفعهم لأن يفكروا في زيارة مديرية شرعب السلام في الظروف الراهنة أو على المدى البعيد.. لكن للمحافظ السابق حمود الصوفي حافزاً واحداً على الأقل يجعل من زيارته للمديرية (...)
ليس صحيحاً أن تظاهرة الثلاثاء الفائت الجماهيرية الحاشدة في تعز، خرجت تضامناً مع شخص المحافظ شوقي هائل، فهذا الأخير لا يعيش مأزقاً شخصياً يخصه وحده ويعنيه أمر الخلاص منه دون غيره، بل مأزق محافظة وبلد برمَّته تتناوشه مراكز قوى يسوؤها أن يبرأ من جذام (...)
كان "علي عبدالله صالح" لا يزال برتبة مساعد حين التقيته للمرّة الأولى.. وكنت طالباً في سنتي الأخيرة بكلية الآداب- صنعاء، أقطن في عزبة عمال مكتظة بالأجساد وأقضي معظم الشهر مفلساً وكان هو مضيافاً وكريماً أبعد حدود الكرم معي، حتى أنه كان يعدُّ لي فطائر (...)