بقلم القاضي علي يحيى عبدالمغني أمين عام مجلس الشورى/ لا شك أن معركة الشعب اليمني مع الكيان الصهيوني مفتوحة، وأن هذا الكيان المجرم لا عهد له ولا ذمة، ولا نستبعد منه أن يقدم على أي جريمة، لكن الفرق بينه وبين النظام السعودي المجرم أنه لا يقدم على حرب إلا بعد أن يحسب حساب الربح والخسارة، ويأخذ رأي القيادة الصهيونية السابقة والحالية، ويدرك أين تكمن مصلحة المستوطنين الصهاينة، ويشعر أنه سيقدم للمحاكمة والمحاسبة الداخلية اذا كانت تقديراته خاطئة. وهذا ما يفرض عليه ترحيل ملف اليمن الى سنوات قادمة، فهو إلى اليوم في غيبوبة لم يستوعب الصدمة اليمنية ، ولم يحص اضراره وخسائره، ولم يستخلص الدروس والعبر الفائتة، ولم يجد له في اليمن اهدافا جديدة حتى الان، ولو كان يملك هذه الأهداف لما دخل في مفاوضات شرم الشيخ، ولا قبل أن يخرج الشعب اليمني منتصرا أمام العالم. تصريح قادة الكيان الصهيوني المحتل خلال الأيام الماضية حول اليمن تعبير عن العجز والفشل، ولو كان يملك القدرة على تنفيذها حاليا لما تأخر لحظة واحدة، وأنها تصريحات مدفوعة الأجر لتخفيف الضغط اليمني على النظام السعودي، ومنحه مزيدا من الوقت للمراوغة والمماطلة في استحقاقات السلام المطلوبة، وجبر الضرر الذي احدثه في اليمن خلال السنوات والعقود الماضية، وهذا ما يدركه الشعب اليمني كافة. تزامن تصريحات قادة الكيان الصهيوني مع الموقف السلبي للنظام السعودي بشأن اليمن يؤكد أن الأمر بينهما منسقا، ولو كان الكيان الصهيوني عازما على تنفيذ تهديداته لليمن حاليا لما اعلن عنها نهائيا، كما فعل ويفعل اليوم في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها، لا شك أن الكيان الصهيوني موجع من الضربات اليمنية على فلسطينالمحتلة، ومنزعج من قدراتها العسكرية والأمنية، لكننا نستبعد قليلا ان يشن العدوان عليها قريبا، او يدخل في معركة معها منفردا، لأن استهداف اليمن من قبله ولو بصاروخ واحد فقط سيغلق البحر الأحمر فورا، وسيدخل قطعان المستوطنين الصهاينة الى الملاجئ يوميا، ويضع مطاراته وموانئه واقتصاده عموما في مهب الريح القادمة من اليمن، لسنوات طويلة وربما لعقود من الزمن، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى لن يضمن قادة الكيان الغاصب للصهاينة المستوطنين الحرب على اليمن وعدم حدوث مفاجأت يمنية قادمة. وهذا لا يعني اننا نستبعد نهائيا من الكيان الصهيوني أن يقدم على اي حماقة، فكل الاحتمالات واردة، وكافة الخيارات غير مستبعدة، وإن كانت أولويته في اليمن خاصة من وجهة نظرنا المتواضعة وخصوصا في المرحلة الراهنة هي جمع المعلومات والبيانات الكافية، وتنفيذ اكبر عدد من الاغتيالات الممكنة، لاسيما انه قد بدأ بتجنيد العملاء والخونة، وشكل وحدة خاصة باليمن، وهذا يفرض على كافة القيادات اليمنية- الأمنية والعسكرية والمدنية- أن تأخذ كافة الاحتياطات الأمنية اللازمة، وأن تفتح عيونها على كل صغيرة وكبيرة. كما يفرض على كافة أبناء شعبنا اليمني الأصيل أن يكون عونا وسندا للجهات الأمنية المختصة في التصدي لكافة العملاء والخونة في كل منطقة، وان يسارع في الابلاغ عن تحركاتهم المشبوهة في اي لحظة، وأن يتعاون مع الأجهزة الأمنية في اي نقطة ومنطقة ومنشأة، لا شك أن المؤامرة على اليمن ستكون كبيرة، وسيشارك فيها الى جانب الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي كافة العملاء والخونة في اليمن والمنطقة، وسيتلقون تدريبات مكثفة، وأجهزة حديثة، وأموال مغرية، وخصوصا من السعودية والامارات وكافة الدول العميلة المطبعة، لكنها ستفشل بفضل الله، وستكون عليهم حسرة وندامة إن شاء الله، وقد افشلها الشعب اليمني سابقا، وسوف يفشلها مرارا وتكرارا بوعيه وصموده ووقوفه خلف القيادة الثوريةوالسياسية وقواته المسلحة والامنية، وقد اثبت ذلك للعالم، فليس هناك أغلى من الكرامة، ولا احب من الاستقلال والسيادة، وما حققه الشعب اليمني حتى الان لا يقدر بثمن، ولا تملكه أغنى الدول، اليوم الشعب اليمني بات معروفا عالميا بقوته وشجاعته وعزته وكرامته وعروبته واسلامه، ولم يعد شعبا ضعيفا تابعا مغمورا، والحفاظ على هذه المكانة العظيمة التي وصلت إليها اليمن في اعناقنا جميعا .